الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه أجمعين. الكلمة: لفظ وضع لمعنى مفرد، وهي اسم، وفعل، وحرف. لأنها إما أن تدل على معنى في نفسها أو لا. الثاني: الحرف. والأول إما أن يقترن بأحد الأزمنة الثلاثة أو لا. الثاني الاسم والأول الفعل. وقد علم بذلك حد كل واحد منها. الكلام: ما تضمن كلمتين بالإسناد وبالاسناد ولا يتأتى ذلك الا في اسمين أو في اسم وفعل . الاسم: ما دل على معنى في نفسه غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة , ومن خواصه: دخول اللام والجر والتنوين والاسناد اليه والاضافة , وهو معرب ومبني . فالمعرب: المركب الذي لم يشبه مبني الاصل , وحكمه أن يختلف آخره باختلاف العوامل لفظا أو تقديرا . الاعراب: ما اختلف آخره به ليدل على المعاني المعتورة عليه , وأنواعه: رفع ونصب وجر , فالرفع علم الفاعلية , والنصب علم المفعولية , والجر علم الاضافة . العامل: ما به يتقوم المعنى المقتضى للاعراب . فالمفرد المنصرف والحمع المكسر المنصرف بالضمة رفعا , والفتحة نصبا والكسرة جرا. جمع الؤنث السالم بالضمة والكسرة , غير المنصرف بالضمة والفتحة: (أسماء الخمسة ) أخوك وأبوك وحموك وهنوك وفوك وذو مال مضافة الى غير ياء المتكلم بالواو والالف والياء . المثنى وكلا مضافا الى مضمر واثنان بالالف والياء . جمع المذكر السالم وأولو و عشرون وأخواتها بالواو والياء . التقدير فيما تعذر كعصا وغلامي مطلقا , أو استثقل كقاض رفعا وجرا ونحو مسلمي رفعا . واللفظي فيما عداه غير المنصرف ما فيه علتان من تسع أو واحدة منها تقوم مقامهما , وهي عدل ووصف وتأنيث ومعرفة وعجمة ثم جمع ثم تركيب والنون زائدة من قبلها ووزن فعل وهذا القول تقريب مثل عمر وأحمر وطلحة وزينب و ابراهيم و مساجد و معدي كرب وعمران وأحمد . وحكمه: أن لا كسر ولا تنوين , ويجوز صرفه للضرورة أو للتناسب مثل: سلاسلا وأغلالا . وما يقوم مقامهما الجمع وألفا التأنيث .
فالعدل خروجه عن صيغته الاصلية تحقيقا: كثلاث ومثلث وأخر وجمع , أو تقديرا: كعمر وزفر وباب قطام في بني تميم . الوصف شرطه أن يكون في الاصل فلا تضره الغلبة فذلك صرف أربع في مررت بنسوة أربع وامتنع أسود وأرقم للحية وأدهم للقيد وضعف منع أفعى للحية واجدل للصقر وأخيل للطائر. التأنيث بالتاء شرطه العملية والمعنوي كذلك وشرط تحتم تأثيره , الزيادة على الثلاثة أو تحرك الاوساط , أو العجمة فهند يجوز صرفه وزينب وسقر وماه وجور ممتنع , فان سمي به مذكر فشرطه الزيادة على الثلاثة فقدم منصرف وعقرب ممتنع . المعرفة شرطها أن تكون علمية . العجمة شرطها أن تكون علمية في العجمية وتحرك الاوساط أو زيادة على الثلاثة فنوح منصرف وشتر وابراهيم ممتنع . الجمع شرطه صيغته منتهى الجموع بغير هاء كمساجد ومصابيح وأما فرازنتة فمنصرف وحضاجر علما للضبع غير منصرف لأنه منقول عن الجمع , وسرابيل اِذا لم يصرف وهو الاكثر فقد قيل اِنه أعجمي حمل على موازنه وقيل عربي جمع سروالة تقديرا واِذا صرف فلا اشكال ونحو جوار رفعا وجرا كقاض . الركيب: شرطه العلمية وأن لايكون باضافة ولا باسناد مثل بعلبك. الالف والنون: ان كان في اسم فشرطه العلمية كعمران أو في صفة فانتفاء فعلاتة وقيل وجود فعلى ومن ثمه اختلاف في رحمن دون سكران وندمان . وزن الفعل شرطه أن يختص بالفعل كشمر وضرب أو يكون في أوله زيادة كزيادته غير قابل للتاء ومن ثمة امتنع أحمر وانصرف يعمل , وما فيه علمية مؤثرة اذا نكر صرف لما تبين من أنها لا تجامع مؤثرة اِلاّ ما هي شرط فيه الا العدل ووزن الفعل وهما متضادان فلا يكون الا أحدهما فاذا نكر بقي بلا سبب أو على سبب واحد وخلف سيبويه الأخفش في مثل أحمر علما اذا نكر اعتبارا للصفة الأصبية بعد التنكير ولا يلزمه باب خاتم لما يلزم من اعتبار متضادين في حكم واحد , وجميع الباب باللام أو الاضافة يتجر بالكسر .
المرفوعات
هو ما اشتمل على علم الفاعلية فمنه
الفاعل , وهو ما اسند اليه الفعل وشبهه وقدم عليه على جهة قيامه به , مثل: “ قام زيد وزيد قائم أبوه ، والاصل أن يلي فعله فلذلك جاز “ضرب غلامه زيد , وامتنع “ ضرب غلامه زيدا “ واذا انتفى الاعراب لفظا فيهما والقرينة أو كان مضمرا متصلا أو وقع مفعوله بعد الا او معناها وجب تقديمه واذا اتصل به ضمير مفعول أو وقع بعد الا أو معناها أو اتصل مفعوله وهوغير متصل به وجب تأخيره . وقد يحذف الفعل لقيام قرينة جوازا في مثل زيد لمن قال من قام ؟ ولبيك يزيد ضارع لخصومة , ووجوبا في مثل ﭽ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﭼ ,
وقد يحذفان معا في مثل نعم لمن أقام زيد ؟ , واذا تنازع الفعلان ظاهرا بعدها فقد يكون في الفاعلية مثل: ضربني وأكرمني زيد, وفي المفعولية مثل: ضربت وأكرمت زيدا , وفي الفعلية والمفعولية مختلفين فيختار البصريون الاعمال الثاني , والكوفيون الاول . فان أعملت الثاني اضمرت الفاعل في الاول على وفق الظاهر دون الحذف خلافا للكسائي وجاز خلافا للفراء . وحذفت المفعول ان استغنى عنه والا أظهرت وان أعملت الاول اضمرت الفاعل في الثاني والمفعول على المختار الا أن يمنع مانع فتظهر وقول امرئ القيس: كفاني ولم أطلب قليل من المال ليس منه لفساد المعنى مفعول مالم يسم فاعله كل مفعول حذف فاعله و اقيم هو مقامه وشرطه أن يتغير صيغة الفعل الى فعل أو يفعل ولا يقع المفعول الثاني من باب علمت ولا الثالث من باب أعلمت والمفعول له والمفعول معه كذلك واذا وجد المفعول به تعين له تقول: ضرب زيد يوم الجمعة أمام الامير ضربا شديدا في داره , فتعين زيد فان لم يكن فالجمع سواء والاول من باب أعطيت أولى من الثاني ومنها المبتدأ والخبر .
فالمبتدأ هو الاسم المجرد عن العوامل اللفظية مسندا اليه , أو الصفة الواقعة بعد حرف النفي وألف الاستفهام رافعة لظاهر مثل: زيد قائم وما قائم الزيدان وأقائم الزيدان , فان طابقت مفردا جاز الامران .
والخبر هو المجرد المسند به المغايرللصفة المذكورة , وأصل المبتدأ التقديم ومن ثمة جاز في داره زيد , وامتنع صاحبها في الدار وقد يكون المبتدأ نكرة اذا تخصصت بوجه ما مثل: (ولعبد مؤمن خير من مشرك) , وأرجل في الدار أم امرأة , وما احد خير مك وشر أهر ذا ناب , وفي الدار رجل وسلام عليكم . والخبر قد يكون جملة مثل: زيد أبوه قائم , وزيد قام ابوه , فلا بد من عائد وقد يحذف وما وقع ظرفا فالاكثر اِنه مقدر بجملة واذا كان المبتدأ مشتملا على ماله صدر الكلام مثل: من ابوك ؟ , أو كانا معرفتين أو متساويين مثل: أفضل منك أفضل مني , أو كان الخبر فعلا له وجب تقديمه واذا تضمن الخبر المفرد ماله صدر الكلام مثل: أين زيد ؟ , أو كان مصححا له مثل: في الدلر رجل , أو لمتعلقه ضمير في المبتدأ مثل على التمرة مثل ها زبدا أوخبر عن أن مثل: عندي أنك قائم , وجب تقديمه . وقد يتضمن المبتدأ معنى الشرط فيصح دخول الفاء في الخبر وذلك الاسم الموصول بفعل أو ظرف أو النكرة الموصوفة بهما مثل: الذي يأتيني أو في الدار فله درهم وكل رجل يأتيني أو في الدار فله درهم. وليت ولعل مانعان بالاتفاق وألحق بعضهم اِن بهما. وقد يحذف المبتدأ لقيام قرينة جوازا كقول المستهل الهلال والله. والخبر جوازا مثل: خرجت فاذا السبع , ووجوبا فيما التزم في موضعه غيره مثل: لولا زيد لكان كذا , أو ضربي زيدا قائما , وكل رجل وضيعته , ولعمرك لأفعلن كذا . خبر اِن وأخواتها هو المسند بعد دخول هذه الحروف مثل: اِن زيدا قائم ,وأمره كأمر خبر المبتدأ اِلاّ في تقديمه الا اذا كان ظرفا خبر لا التي لنفي الجنس هو المسند بعد دخولها مثل :لا غلام رجل ظريف فيها . ويحذف كثيرا وبنو نميم لا يثبتونه اسم ما لا المشتبهتين بليس هو المسند اِليه بعد دخولها مثل: ما زيد قائما ولا رجل أفضل منك , وهو في لا شاذ .
المنصوبات
هوما اشتمل على علم المفعولية. فمنه:
المفعول المطلق وهو اسم ما فعله فاعل فعل مذكور بمعناه , يكون للتأكيد والنوع والعدد. مثل: جلست جلوسا وجَلسة وجلسة . فالاول لا يثنى ولا يجمع بخلاف أخويه , وقد يكون بغير لفظه نحو: قعدت جلوسا . وقد يحذف الفعل لقيام قرينة جوازا كقولك: خير مقدم . ووجوبا وسماعا نحو: سقيا ورعيا وخيبة و جدعا وحمدا وشكرا وعجبا . وقياسا في مواضع منها ما وقع مثبتا بعد نفي أو معنى نفي داخل على اسم لا يكون خبرا عنه أو وقع مكررا نحو: ما أنت الا سيرا وما أنت الا سير البرد , وانما أنت سيرا وزيد سيرا سيرا . ومنها ماوقع تفصيلا لأثر مضمون جملة متقدمة نحو قوله تعالى: فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء . ومنها ما وقع للتشبيه علاجا بعد جملة مشتملة على اسم بمعناه وصاحبه نحو: مررت بزيد فاذا له صوت صوت حمار وصراخ صراخ الثكلى . ومنها ما وقع مضمون جملة لا محتمل لها غيره نحو: له علي ألف درهم اعترافا ويسمى تأكيدا لنفسه . ومنها ما وقع مضمون جملة لها محتمل غيره نحو: زيد قائم حقا ويسمى تأكيدا لغيره . ومنها ما وقع مثنى مثل: لبيك وسعديك .
المفعول به هو ما وقع عليه فعل الفاعل نحو: ضربت زيدا . وقد يتقدم على الفعل , وقد يحذف الفعل لقيام قرينة جوازا نحو: زيدا , لمن قال من ضربت ؟ ووجوبا في أربعة مواضع: الاول سماعي نحو: اِمرأ ونفسه , وانتهوا خيرا لكم , أهلاوسهلا .
الثاني المنادى وهو المطلوب اقباله بحرف نائب مناب أدعو لفظا أو تقديرا , ويبنى على ما يرفع به مفردا معرفة مثل: يا زيد ويارجل ويا زيدان ويا زيدون ويخفض بلام الاستغاثة مثل: يا لزيد , ويفتح لالحاق ألفها ولا لام , يازيداه ! , وينصب ما سواهما مثل: يا عبد الله , ويا طالعا جبلا , ويا رجلا رجلا لغير معين . وتوابع المنادى المبني المفردة من التأكيد والصفة وعطف البيان والمعطوف الممتنع دخول يا عليه . ترفع على لفظه وتنصب على محله مثل: يا زيد العاقل , والعاقل والخليل في المعطوف يختار الرفع وأبو عمرو النصب وأبو العباس اِن كان كالحسن فكالخليل والا فكأبي عمرو والمضافة تنصب والبدل والمعطوف غير ما ذكر حكمه حكم المستقبل مطلقا والعلم الموصوف بابن مضافا الى علم آخر يختار فتحه. و اذا نودي المعرف باللام قيل يا أيها الرجل ويا هذا الرجل ويا أي هذا الرجل , والتزموا رفع الرجل لانه المقصود بالنداء وتوابعه لانها توابع معرب وقالوا يا ألله خاصة ولك في مثل ياتيم عدي الصم , والنصب ولامضاف الى ياء المتكلم يجوز فيه يا غلامي ويا غلام ويا غلاما وبالهاء وقفا , وقالوا يا أبيَ ويا أميَ ويا أبتَ ويا أمتَ فتحا وكسرا , وبالالف يا أبتا ويا أمتا دون الياء ويا ابنَ امِّ ويا ابنَ عمِّ خاصة مثل باب ياعلامي , وقالوا يا ابن أمَّ وياابن عمَّ . وترخيم المنادى جائز وفي غيره ضرورة وهو حذف في آخره تخفيفا وشرطه أن لا يكون مضافا ولا مستغاثا ولا جملة ويكون اِمّا علما زائدا على ثلاثة أحرف , واما بتاء التأنيث فان كان في آخره زيادتان في حكم الواحدة كأسماءَ ومروان , وحرف صحييح قبله مدة وهو أكثر من أربعة أحرف حذفنا , وان كان مركبا حذف الاسم الاخير , وان كان غير ذلك فحرف واحد وهو في حكم الثابت على الاكثر فيقال يا حاِرويا ثمو ويا كروَ وقد يجعل اسما برأسه فيقال يا حارُ ويا ثمي ويا كرا . وقد استعملوا صيغة النداء في المندوب وهو المتفجع عليه بيا أو وا واختص بوا وحكمه في الاعراب والبناء حكم المنادى , ولك زيادة الالف في آخره فان خفت اللبس قلت وا غلامَكيه و واغلامُكموه , ولك الهاء في الوقف ولا يندب الا المعروف فلا يقال وا رجلاه , وامتنع مثل وا زيداه الطويلاه , خلافا ليونس. ويجوز حذف حرف النداء الا مع اسم الجنس والاشارة والمستغاث والمندوب نحو: يوسف أعرض عن هذا , وأيها الرجل و شذ أصبحْ ليلُ ووافْتدِ مخنوق , وأطرق كرا , وقد يحذف المنادى لقيام قرينة جوازا نحو: ألاّ يا اسجدوا .
الثالث: ما أضمر عامله على شريطة التفسير وهو كل اسم بعده فعل وشبهه مشتغل عنه بضميره أو متعلِّقه لو سُلّط عليه هو أو مناسبه لنصبه مثل زيدا ضربته وزيدا مررت به وزيدا ضربت غلامه وزيدا حسبت عليه ينصب بفعل يفسره ما بعده أىْ ضربت وجاوزت وآهنت ولا بست ويختار الرفع بالابتداء عند عدم قرينة خلافه أو عند وجود أقوى منها كأما مه غير الطلب واذا للمفاجأة ويختار النصب بالعطف على جملة فعلية للتناسب وبعد حرف النفي وحرف الاستفهام واذا الشرطية وحيث وفي الامر والنهي اِذ هي مواقع الفعل وعند خوف لبس المفسر بالصفة مثل: اِنا كل شيئ خلقناه بقدر ” ويستوي الامران في مثل: زيد قام عمرا أكرمته ويجب النصب بعد حرف الشرط وحرف التخصيص مثل: اِنْ زيدا ضربتَه ضربك وألا زيدا ضربته وليس مثل: أزيد ذهب به منه , فالرفع واجب زكذا: كل شيئ فعلوه في الزبر , ونحو: الزانية والزاني فجلدوا كل واحد منهما. الفاء بمعنى الشرط عند المبرّد وجملتان عند سيبويهِ والا فالمختار النصب .
الرابع: التحذير وهو معمول بتقدير اتق تحذيرا مما بعده أو ذُكِرَ المحذر منه مكررا اياك والاسد و اياك وأن تحذف والطريقَ الطريقَ , وتقول اياك من الاسد , ومن أن تحذف واياك أن تحذف بتقدير مِنْ ولا تقول اياك الاسد لامتناع تقدير مِنْ …
المفعول فيه هو ما فعل فعل مذكور من زمان أو مكان وشرط نصبه تقدير في وظروف الزمان كلها تقبل ذلك وظروف المكان اِنْ كان مبهما قبل ذلك والا فلا. وفسر المبهم بالجهات الست وحمل عليه عند ولدى وشبههما لانبهامها ولفظ مكان لكثرته وما بعد دخات نحو: دخات الدار على الاصح , وينصب بعامل مضمر وعلى شريطة التفسير .
المفعول له هو ما فعل لأجله فعل مذكور مثل: ضربته تأديبا له , وقعدت عن الحرب جبنا , خلافا للزجاج فانه عنده مصدر , وشرط نصبه تقدير اللام , واِنما يجوز حذفها اذا كان فعلا لفاعل الفعل المعلَّلِ به ومقارنا له في الوجود …
المفعول معه هو مذكور بعد الواو لمصاحبته معمول فعل لفظا أو معنى , فان كان الفعل لفظا جاز العطف , فالوجهان مثل: جءت أنا زيد وزيدا , وان لم يجز العطف تعين النصب مثل: جءت وزيدا , وان كان معنى وجاز العطف تعين العطف مثل: ما لزيد وعمرو , والا تعين النصب مثل ك ما لك وزيدا , وما شانك وعمروا , لان المعنى ما تصنع .
الحال ما يبين هيئة الفاعل والمفعول به أو معنى نحو: ضبرت زيدا قائما , وزيد في الدار قائما , وهذا زيد قائما , وعاملها اما الفعل أو شبهه أو معناه . وشرطها أن تكون نكرة وصاحبها معرفة غالبا وأرسلها العراكَ , ومررت به وحده ونحوه متأوَل , فان م\كان صاحبها نكرة وجب تقديمها ولا تتقدم على العمل المعنوي بخلاف الظرف ولا على المجرور في الاصح وكل ما دل على هيئة صح أن يقع حالا مثل: هذا بسرا أطيب منه رطبا , وتكون جملة خبرية فالاسمية بالواو والضمير او بالواو أو بالضمير على ضعف .
والمضارع المثبت بالضمير وحده وما سواهما بالواو والضمير أو بأحدهما . ولا بد في الماضي المثبت مَنْ قد ظاهرة أو مقدرة . ويجوز حذف العامل كقولك للمسافر راشدا و مهديا , ويجب في المؤكدة مثل: زيد أبوك عطوفا أي احقه وشرطها أن تكون مقررةلمضمون جملة اسمية .
التمييز ما يرفع الابهام المستقر عن ذات مذكورة أو مقرة فالاول عن مفرد مقدار غالبا اما في عدد نحو: عشرون درهما , وسيأتي , واما في غيره مثل رطل زيتا ومنوان سمنا وقفيزان برا , وعلى التمرة مثلها زبدا . فيفرد ان كان جنسا الا أن يقصد الانواع ويجمع في غيره ثم ان كان بتنوين أو بنون التثنية جازت الاضافة والا فلا , وعن غير مقدار مثل: خاتم حديدا والخفض اكثر . والثاني: عن نسبة في جملة او ما ضاها ها نحو: طاب زيد نفسا , وزيد طيب أبا وأبوة ودارا وعلما , أو في اضافة مثل: أعجبني طيبه أبا وأبوة ودارا وعلما , ولله دره فارسا , ثم ان كان اسما يصح جعْله لما انتصب عنه جاز أن يكون له ولمتعلقه والا فهو لمتعلقه فيطابق فيهما ما قصد الا اذا كان جنسا الا أن يقصد الانواع , واِنْ كان صفة كانت له وطبقه واحتملت الحال: ولا يتقدم على عامله والاصح ان لا يتقدم على الفعل خلافا للمازني والمبرّد …
المستثنى: متصل ومنقطع فالمتصل: المخرج عن متعدد لفظا او تقديرا باِلا وأخواتها . والمنقطع: هو المذكور بعد ها غير مخرج مخرج وهو منصوب اذا كان بعد الا غير الصفة في كلام موجب أو مقدما على المستثنى منه أو منقطعا في الاكثر أو كان بعد خلا وعدا في الاكثر وما خلا وما عدا , وليس ولا يكون ويجوز فيه النصب ويختار البدل فيما بعد الا في كلام غير موجب وذكرالمستثنى منه مثل: ما فعلوه الا قليل والا قليلا (الآية) ويعرب على حساب العامل اذا كان المستثنى منه غير مذكور وهو في غير الوجب ليفيد مثل: ما ضربني الازيد , الا أن يستقيم المعنى مثل: قرأت الا ويم كذا , ومن ثمة لم يجز مازال زيد الا عالما. واذا تعذر البدل عن اللفظ فعلى الموضع مثل: ما جائني أحد الا زيد , ولا أحد فيهما الا عمرو , وما زيد الا شيئا الا شيئ لا يعبأ به لان من لا تراد بعد الاثبات وما ولا لا تقدران عاملتين بعده لانهما عاملتا للنفي , وقد انتقض النفي بالا بخلاف: ليس زيد شيئا الا شيئا , لانها عملت للفعلية فلا أثر لنقض معنى النفي لبقاء الامر العاملة هي لأجله ومن ثمة جاز ليس زيد الا قائما , وامتنع ما زيد الا قائما , ومخفوض بعد غير وسوى وسواء وبعد حاشافي الاكثر , واعراب غير فيه كاعراب المستثنى بالا على التفصيل وغير صفته حملت على الا في الاستثناء كما حملت الا عليها في الصفة اذا كانت تابعة لجمع منكور غير محصور لتعذر الاستثناء نحو: ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﭼ و ضعف في غيره واعراب سوى وسواء النصب على الظرفية على الاصح .
خبر باب كان وأخواتها هو المسند بعد دخولها مثل: كان زيد قائما , وأمره كأمر خبر المبتدأ , ويتقدم معرفة و قد يحذف عامله في مثل: الناس مجزيون بأعمالهم , اِنْ خيرا فخير واِنْ شرا فشر. ويجوز في مثلها أربعة أوجه , ويجب الحذف في مثل: أما أنت منطلقا انطلقت أي لأنكنتَ
اسم اِنَّ وأخواتها هو المسند اليه بعد دخولها مثل: اِنّ زيدا قائم .
المنصوب بلا التي لنفي الجنس هو المسند اليه بعد دخولها يليها نكرة مضافا أو مشبها به مثل : لا غلام رجل ولا عشرين درهما لك . فان كان مفردا فهو مبني على ما ينصب به , وان كان معرفة أو مفصولا بينه وبين لا وجب الرفع والتكرير ومثل: قضية ولا أبا حسن , لها متأول وفي مثل: لا حول ولا قوة الا بالله , خمسة أوجه فتحهما ونصب الثاني ورفعه ورفعهما ورفع الاول على ضعف وفتح الثاني , واذا دخلت الهمزة لم تغير العمل ومعناها الاستفهام والعرض والتمني ونعت المبني الاول مفردا يليه مبني مفردا ومعرب رفعا ونصبا نحو: لا رجل ظريفَ وظريف وظريفا , والا فالاعراب والعطف على اللفظ وعلى المحل جائز مثل: لا أبَ وابنا وابن , ومثل لا أبا له ولا غلامِيَ له , جائز تشبيها له بالمضاف لمشاركته له في أصل معناه , ومن ثمة لم يجز لا أبا فيها وليس بمضاف لفساد المعنى خلافا لسيبويهِ , ويحذف في مثل لا عليك أي لا بأس .
خبر ما ولا المتشبهين بليس هو المسند بعد دخولهما وهي لغة أهل الحجاز , واذا زيدت اِنْ مع ما أو انتقض النفي بالا أو تتقدم الخبر بطل العمل , واذا عطف عليه بموجب فالرفع .
المجرورات
هو ما اشتمل على علم المضاف اليه , كل اسم نسب اليه شيئ بواسطة حرف الجر لفظا أو تقديرا مرادا . فالتقدير شرطه أن يكون المضاف اسما مجردا تنوينه لاجها وهي معنوية ولفظية . فالمعنوية: أن يكون المضاف غير صفة مضافة الى معمولها وهي : اما بمعنى اللام: فيما عدا جنس المضاف . أو بمعنى في: في ظرفه وهو قليل . أو بمعنى من: في جنس المضاف نحو: غلام زيد. وضرب اليوم , خاتم فضة , وتفيد تعريفا مع المعرفة وتخصيصا مع النكرة وشرطها تجريد المضاف من التعريف وما أجازه الكوفيون من الثلاثة الاثواب وشبهه من العدد ضعيف . واللفظية: أن يكون المضاف صفة مضافة الى معمولها مثل: ضارب زيد , وحسن الوجه ولا تفيد الا تخفيفا في اللفظ ومن ثمة جازت مررت برجل حسن الوجه , وامتنع بزيد حسن الوجه , وجاز الضاربا زيد والضاربوا زيد , وامتنع الضارب زيد خلافا للفراء . وضعف الوهب المائة البهجان وعبدها , وانما جاز الضارب الرجل حملا على المختار في الحسن الوجه والضاربك وشبهه فيمن قال انه مضاف حملا على ضاربك , ولا يضاف موصوف الى صفته ولا صفته الى موصوفها ومثل: مسجد الجامع , وجانب الغربي , وصلاة الأوْلى , وبقلة الحمقاء متأول , ومثل: جرد قطيفة , وأخلاق ثياب متأول , ولا يضاف اسم مماثل للمضاف اليه في العموم والخصوص كليث وأسد وحبس ومنع لعدم الفائدة بخلاف كل الدراهم وعين الشيئ فانه يختص وقولهم سعيد كرز ونحوه متأول . واذا اضيف الاسم الصحيح أو الملحق به الى ياء المتكلم كسر آخره والياء مفتوحة أو ساكنة فان كان آخره ألفا تثبت وهذيل تقلبها لغير التثنية ياء , وان كان آخره ياء أدغمت , وان كان واوا قلبت ياء وأدغمت وفتحت الياء للساكنين . وأما الاسماء الستة فأخي وأبي وأجاز المبرد أخِيَّ وأبِيَّ وتقول حمي وهني , ويقال في فِيَّ في الاكثر وفمي , واذا قطعت قيل أخ وأب وحم وهن وفم , وفتح الفاء أفصح منها وجاء حم مثل يد ومثل خَبْىء ودلو وعصا مطلقا , وجاء هن مثل يد مطلقا وذو لا يضاف الى مضمر ولا يقطع .
التوابع
النعت كل ثان باعراب سابقه من جهة واحدة , النعت تابع يدل على معنى في متبوعه مطلقا , وفائدته تخصيص أو توضيح , وقد يكون لمجرد الثناء أو الندم أو التأكيد مثل: نفخة واحدة … ولا فصل بين أن يكون مشتقا أو غيره اذا كان وضعه لعرض المعنى عموما مثل: تميمي وذي مال , أو خصوصا نحو: مررت برجل أيَّ رجل ؟ وبهذا الرجل وبزيد هذا . وتوصف النكرة بالجملة الخبرية ويلزم الضمير ويوصف بحال الموصوف وبحال متعلِّقه نحو: مررت برجل حسن غلامه . فالاول: يتبعه في الاعراب والتعريف والتنكير والافراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث . والثاني: في الخمسة الأول وفي البواقي كالفعل ومن ثمة حسن قام رجل قاعد غلمانه , وضعف قاعدونغلمانه , ويجوز قعود غلمانه , والضمير لا يوصف ولا يوصف به , والموصوف أخص أو مساو , ومن ثمة لم يوصف ذو اللام الا بمثله أو بالمضاف الى مثله , وانما التزم وصف باب هذا بذي اللام للابهام , ومن ثمة ضعف مررت بهذا الابيض وحسن بهذا العالم .
العطف تابع مقصود بالنسبة مع متبوعه يتوسط بينه وبين متبوعه أحد الحروف العشرة , وسيأتي مثل: قام زيد وعمر . واذا عطف على الضمير المرفوع المتصل أكد بمنفصل نحو: ضربت أنا وزيد , الا أن يقع فصل فيجوز تركه نحو: ضربت اليوم وزيد . واذا عطف على الضمير المجرور أعيد الخافض نحو: مررت بك وبزيد , والمعطوف في حكم المعطوف عليه ومن ثمة لم يجز في مثل: ما زيد بقائم أو قائما , ولاذاهب عمرو الا الرفع , وانما جاز الذي يطير فيغضب زيد الذباب لانها فاء السببية . واذا عطف على عاملين مختلفين لم يجز خلافا للفراء الا في نحو: في الدار زيد والحجرة عمرو خلافا لسيبويه .
التأكيد تابع أمر المتبوع في النسبة أو الشمول وهو لفظي ومعنوي . فاللفظي تكرير اللفظ الاول نحو: جائني زيد زيد , ويجري في الالفاظ كلها . والمعنوي بالفاظ محصورة وهي: نفسه عينه وكلاهما وكله وأجمع وأكتع وأبتع وأبصع , في الاولان يعمان باختلاف صيغتهما وضميرهما تقول نفسها وأنفسها وأنفسهم وأنفسهن , والثاني للمثنى كلاهما وكلتاهما , والباقي لغير المثنى باختلاف الضمير في كله وكلها وكلهم وكلهن , والصيغ في البواقي أجمع وجمعاء وأجمعون وجمع . ولا يؤكد بكل وأجمع الا ذو أجزاء يصح افتراقها حسا أو حكما نحو: أكرمت القوم كلهم , واشتريت العبد كله بخلاف جاء زيد كله . واذا أكد الضمير المرفوع المتصل بالنفس أو العين أكد بمنفصل نحو: ضربت أنت نفسك وأكتع وأخواه أتباع لاجمع فلا يتقدم عليه وذكرها ضعيف .
البدل تابع مقصود بما نسب الى المتبوع دونه وهو: بدل الكل والبعض والاشتمال والغلط .
فالاول: مدلوله مدلول الاول . والثاني: جزؤه . والثالث: بينه وبين الاول ملابسة بغيرهما . والرابع: أن تقصد اليه بعد أن غلطت بغيره ويكونان معرفتين ونكرتين مختلفتين , واذا كان نكرة من معرفة فالنعت مثل: بالناصية ناصية كاذبة , ويكونان ظاهرين ومضمرين ومختلفين ولا يبدل ظاهر من مضمر بدل الكل الا من الغائب مثل: ضربته زيدا .
عطف البيان تابع غير صفة يوضح متبوعه مثل: أقسم بالله أبو حفص عمر , وفصله من البدل لفظا في مثل: أنا ابن التارك البكري بشر .
المبني ما ناسب مبني الاصل أو وقع غير مركب . حكمه: أن لا يختلف آخره لاختلاف العوامل وألقابه ضم وفتح وكسر ووقف وهو: المضمرات وأسماء الاشارات والموصولات وأسماء الافعال والاصوات والمركبات والكنايات وبعض الظروف.
المضمر ما وضع لمتكلم او مخاطب أو غائب تقدم ذكره لفظا أو معنى أو حكما وهو متصل ومنفصل . فالمنفصل المستقل بنفسه , والمتصل غير المستقل بنفسه وهو مرفوع ومنصوب و مجرور. فالاولان متصل ومنفصل والثالث متصل فقط فذلك خمسة أنواع . فالاول: نحو: ضربت وضربت الى ضربن وضربن . والثاني: أنا الى هن الى هن . والثالث: ضربني الى ضربهن وانني الى انهن. والرابع: اياي الى اياهن . والخامس: غلامي ولي الى غلامهن ولهن . فالمرفوع المتصل خاصة يستتر في الماضي للمتكلم مطلقا والمخاطب والغائب والغائبة وفي الصفة مطلقا , ولا يسوغ المنفصل الا لتعذر المتصل وذلك بالتقديم على عامله أو بالقصل لغرض أو بالحذف أو بكون العامل معنويا أو حرفا. والضمير مرفوع أو بكونه مسندا اليه صفة جرت على غير من هي له مثل: اياك ضربت وما ضربك الا أنا واياك والشر و أنا زيد , وما أنت قائما وهند زيد ضاربه هي . واذا اجمع ضميران وليس أحدهما مرفوعا فان كان أحدهما أعرف وقدمته فلك الخيار في الثاني مثل: أعطيتكه وضربيك والا فهو منفصل مثل: أعطيته اياه واياك , والمختار في خبر باب كان الانفصال والاكثر لولا أنت الى آخرها وعسيت الى آخرها وجاء لولاك وعساك الى آخرها . ونون الوقاية مع الياء لازمة في الماضي وفي المضارع عريا عن نون الاعراب وأنت مع النون و لدنْ وان وأخواتها مخير ويختار في ليت ومن وعن وقد وقط و عكسها لعل ويتوسط بين المبتدأ والخبر قبل العوامل وبعدها صيغة مرفوع منفصل مطابق للمبتدأ أو يسمى فصلا ليفصل بين كونه نعتا وخبرا وشرطه أن يكون الخبر معرفة أو أفعل من كذا مثل: كان زيد أفضل من عمرو . ولاموضع له عند الخليل وبعض العرب يجعله مبتدأ وما بعده خبره , ويتقدم قبل الجملة ضمير غائب يسمى ضمير الشان والقصة يفسر بالجملة بعده ويكون منفصلا ومتصلا مستترا وبارزا على حسب العوامل مثل: زيد قائم وكان زيد قائم زانه زيد قائم وحذفه منصوبا ضعيف الا مع أن اذا خففت فانه لازم .
أسماء الإشارات ما وضع لمشار اليه وهي: ذا للمذكر ولمثناه ذان وذين , وللمؤنث تا وذي وتي وته وذه وتهي وذهي ولمثناه تان وتين ولجمعهما أولاء مدا وقصرا ويلحقها حرف التنبيه ويتصل بها حرف الخطاب وهي خمسة في خمسة فيكون خمسة وعشرين وهي ذاك الى ذاكن وذانك الى ذانكن وكذلك البواقي . ويقال ذا للتقريب , وذلك للبعيد , وذاك للمتوسط , وتلك زذانك وتانّك مشدتين وأولالك مثل ذلك , وأما ثمة وهنا وهنا فللمكان خاصة .
الموصول: ما لا يتم جزء الا بصلة وعائد وصلته جملة خبرية والعائد ضمير له وصلة الالف واللام اسم فاعل أو مفعول وهي: الذي والتي واللذان واللتان بالالف والياء .والأولى والذين والللاتي واللاء واللاي واللاتي واللواتي , ومن وما وأيّ وأية وذو الطائفية وذا بعد ما للاستفهام والالف واللام والعائد المفعول يجوز حذفه واذا أخبرت بالذي صدرتها وجعلت موضع المخبر عنه ضميرا لها , وأخرته خبرا , فاذا أخبرت عن زيدا من ضربت زيدا , قلت الذي ضربته زيد , وكذلك الالف واللام في الجملة الفعلية خاصة ليصبح بناء اسمي الفاعل أو المفعول فاذا تعذر أمر منها تعذر الاخبار . ومن ثمة امتنع في ضمير الشان والموصوف وفي الصفة والمصدر العامل والحال والضمير المستحق لغيرها والاسم المشتمل عليه وما الاسمية موصولة واستفهامية وشرطية وموصوفة وتامة بمعنى شيئ وصفة . ومن كذلك الا في التامة والصفة وأيّ وأية كنم وهي معربة وحدها الا اذا حذف صدر صلتها, وفي ماذا صنعت وجهان أحدهما ما الذي وجوابه رفع والآخر أيّ شيئ وجوابه نصب .
أسماء الأفعال ما كان بمعنى الأمر أو الماضي مثل: رويدَ زيدا أي أمهله , وهيهات ذاك أي بعد , وفعال بمعنى الأمر من الثلاثي قياس كنزال بمعنى انزل , وفعال مصدرا معرفة كفجار وصفة مثل: يا فساق مبني لمشابهته له عدلا وزنة وعلما للاعيان مؤنثا كقطام وغلاب مبني في أهل الحجار ومعرب في بني تميم الا في آخره راء نحو: حضار علما .